ربيحة الدجاني
أول مذيعة عربية لإذاعة القدس تكتب وتقدم برامج للمرأة في أربعينيات القرن الماضي وتأسس ركنا خاصا بالمرأة في الإذاعة يلقى إقبالا ومشاركة من أديبات ومربيات.
ولدت ربيحة الدجاني عام 1924 في مدينة القدس وأكملت تعليمها العالي في لندن وكانت أول سيدة مسلمة ومن عائلة محافظة تقود سيارة في ذلك الزمن! بعد ان عملت مرشدۃ اجتماعيۃ في حكومۃ فلسطين وكان ذلك أيضا خارج نطاق عمل المرأة المحدد أنذاك بالتمريض والتعليم.
بعد نكبة فلسطين تنقلت ربيحة بين عدة دول واستقرت في الكويت، وكان لها ولزوجها الراحل درويش المقدادي دور رئيسي في الارتقاء بالتعليم في دولة الكويت في بداية الخمسينيات من القرن الماضي ، حيث أسست ربيحة أول مدرسة خاصة في الكويت "مدرسة الجيل الجديد" عام 1964للبنات لتسد ثغرة في جانب تعليم البنات في الكويت وحصلت المدرسة على أعلى الجوائز لتفوق طالباتها في شهادة الثانوية العامة، بعد ذلك عينتها دولة الكويت مفتشة لكافة مدارس البنات في الدولة.
وكان لزوجها الراحل درويش المقدادي الدور الأبرز في حقل التعليم فكان مديرا للتربية والتعليم في الكويت وأسس خلال عمله المعهد العربي لتعليم أبناء الشهداء في القدس والذي تفرعت منه لاحقا جامعة القدس وجامعات أخرى.
لم توفر ربيحة جهدا في الارتقاء بالتعليم في دولة الكويت فأسست مراكز في الوزارة لتعليم الكبار ومحو الأمية ونظرا لجهودها في أهم ميدان وأخطره وهو التعليم ورفع مستوى البلاد مُنحت
الجنسية الكويتية تقديرا لها.
إلى جانب ذلك كله لم تترك ربيحة شغفها في الإذاعة فقد عملت في إذاعة الكويت منذ انشائها وأسست ركن المرأة فيها وكانت معدة ومقدمة في الوقت ذاته، وقامت بتدريب العديد من سيدات الكويت على ألوان وفنون العمل الإذاعي حتى توفَّر للكويت مدرسة حافلة بالخبرات الإذاعية المتميزة من نسائها.
وعندما زارها نخبة من رجالات الخليل لشراء قطعة أرض تملكها في المدينة لبناء مدرسة عليها، قالت "إن الأرض ليست للبيع، وهي هبة مني لمشروع المدرسة" فقررت الهيئة القائمة على تنفيذ المشروع إطلاق إسم "ربيحة الدجاني" على المدرسة.