هي سلمى صبحي الخضراء الجيوسي .. أديبة وشاعرة وناقدة ومترجمة أكاديمية فلسطينية ..ولدت سلمى الجيوسي عام 1928م من أب فلسطيني وأم لبنانية في مدينة صفد الفلسطينية ، وترعرعت في عكا وفي القدس ، وانتقلت إلى الإقامة في الأردن بعد نكبة عام 1948م. درست الثانوية في كلية شميت الألمانية بالقدس ، ثم درست الأدبين العربي والإنجليزي في الجامعة الأمريكية في بيروت ، وحصلت على درجة الدكتوراه في الأدب العربي من جامعة لندن ، وفي بداية مشوارها قدَّمت نفسها كشاعرة ضمن الموجة الأولى لشعراء قصيدة التفعيلة أو الشعر الحر بديوانها "العودة من النبع الحالم" عام 1960م ، وانخرطت في السجال الذي دار حول التجديد في الشعر العربي ضمن أسماء كبيرة منها أدونيس ومحمد الماغوط وبدر شاكر السياب ونازك الملائكة وصلاح عبدالصبور وجبرا إبراهيم جبرا. كانت صوتاً فاعلاً ، وكتبت آراءها في كل من مجلتي "الآداب" و"شعر" ، ووضعت يدها على معضلة النقاش مؤكدة "أنَّ الشكل ليس معياراً للحكم على جدارة نص، لأن أي شكل سيصبح يوماً شكلاً قديماً لأن كل شيء يتغير". بسبب طبيعة عمل زوجها الدبلوماسي سافرت وأقامت في بلدان مختلفة ، ودرَّست في جامعات الخرطوم والجزائر وقسنطينة ثم سافرت إلى الولايات المتحدة للتدريس في عدد من جامعاتها، وأصبحت كتبها التي نشرتها في دار "بريل" العريقة مرجعاً للشعر العربي الحديث ، وتعاونت مع جامعة كولومبيا الأمريكية في نشر مجموعة من المؤلفات عن الأدب العربي وتاريخه في العصر الحديث ، وفي ربيع عام 1985م دعتها الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم لإعداد دراسة حول وضع الأدب العربي واستحقاق أدبائه لجائزة نوبل ، فلبت الطلب ، ولما نال نجيب محفوظ جائزة نوبل 1988م دعتها الأكاديمية إلى ستوكهولم لحضور حفل توزيع الجوائز تقديراً لدورها. عملت سلمى الجيوسي في مطلع الستينيات على ترجمة عدد من الكتب عن الإنجليزية منها كتاب لويز بوجان "إنجازات الشعر الأمريكي في نصف قرن" ، وكتاب رالف بارتون باري "إنسانية الإنسان" ، وكتاب آرشيبالد ماكليش "الشعر والتجربة" ، والجزآن الأول والثاني من رباعيّة الإسكندرية للورنس داريل "جوستين" و"بالتازار" ، وحصلت على عدد من الزمالات من الجامعات الأمريكية ، وعلى وسام القدس للإنجاز الأدبي 1990م ، ووسام اتحاد المرأة الفلسطينية الأمريكية للخدمة الوطنية المتفوقة 1991م ، وأطلقت في عام 1990م مشروع "رابطة الشرق والغرب" بهدف عرض الحضارة العربية والإسلامية قديماً وحديثاً بالإنجليزية عبر مؤتمرات أكاديمية شاملة ومتخصصة ، ودراسات بأقلام عربية وغربية من أجل إزالة المفاهيم الخاطئة والآراء النمطية لثقافات العالمين العربي والإسلامي ، وكانت البداية كتابها الشامل حول الحضارة العربية الإسلامية في الأندلس الذي صدر في سنة 1992م ولاقى ترحيباً أكاديمياً كبيراً ، وبنجاح مماثل نشرت في سنة 2009م كتابها الموسوعي "حقوق الإنسان في الفكر العربي" ، وفيه البراهين على عمق التراث العربي الفكري في حقوق الإنسان في مراحل تسبق اهتمامات الغرب بها.